نبض -انصاف -نواذيبو / الشيخ يارا

سبت, 04/03/2023 - 23:35

الحزب السياسي هو تنظيم ديمقراطي بين مجموعة من المواطنين الذين يتبنون رؤية سياسيّة متكاملة ويسعون للوصول للسلطة لاستخدام وسائل  وأدوات الدولة المختلفة لتنفيذ تلك الرؤية. 
ولابد لهذه الرؤية من عمل متناسق ومتكامل ومتجانس بين كافة المنتسبين لهذا الحزب سواء على مستوى القمة وسواء على مستوى القاعدة.  ولذلك نجد من أهم مبررات العمل الحزبي : 
      -أولا العمل الحزبي ضروري لوجود عمل سياسي حقيقي فلا عمل سياسي بدون احزاب قوية.
-ثانيا العمل الحزبي يجمع الناس على أساس الفكرة المبدئية والبرنامج العملي، لا على اساس البعد الجهوي او الجغرافي او القبلي. 
      -ثالثا العمل الحزبي يعطي صورة حقيقية عن واقع الناس وتياراتهم وانماط تفكيرهم ويعكس صورة مشرقة عنهم مهما كان حجمه.
-رابعا العمل الحزبي   يقلل الخلافات بين الناس ويجمعهم على هدف واضح محدد…….. إلخ. 
ولايمكن لهذه المبررات نهائيا النجاح دون شروط ومن أهم هذه الشروط وجود بيئه سياسية تسمح للحزب بالامتداد والانتشار، وتشجع على التنافس الايجابي بين كافة المنتسبين دون ظلم او إقصاء أو تحيز إلا للحق والمبادئ والأفكار والقواعد الشعبية لأجل تفعيل فكرة روح الفريق والعمل الجماعي. 
ولايسلم عمل بشري من الخطأ وتلك سُنة الحياة ولكن من سُننها أيضا تصحيح الخطأ وعدم الركون إلى نتائجه أو إعتمادها. 
ومن أعظم وأفدح الأخطاء القاتلة للعمل السياسي خاصة في الديمقراطيات الناشئة كحالتنا مايمكن أن نسميه : بجرعة التحكم الفردي في المشهد السياسي، الذي يبتعد عن المناورة ويقترب من المخاطرة بالنسيج الجماعي للحزب. 
-خاصة إذا مُورِست هذه الإرادة داخل الجسم الحزبي-
وقد قال الشاعر : 
إلى الماء يَسْعى من يَغُصّ بريقه ... فقل أين يسعى من يَغُصّ بماء. 
حاجة حزبنا اليوم تزداد إلى الحد الأدنى من الالتزام الأخلاقي والمبدئي المُهيئ للتعاقد الفعلي بين كافة فاعليه على أسس قوية لا على أساس مصالح فردية وقد عبّرت عن ذلك القيادات العليا للحزب في أكثر من مناسبة وجعلت منه خارطة عمل لكافة البعثات الحزبية. 
إنّ موضوع الترشيحات، يعد الرهان الأصعب لكافة هذه البعثات ولن نأمن نجاح حزبنا نجاحا ننشده إلا بالحكمة في حسن الاختيار لكوادر الترشيح على كافة المستويات بلدية وجهوية ونيابية. 
من هنا نؤكد على التالي: 
- أولا: إن القدرة على تلويث المشهد السياسي لاتخدم حزبنا في هذه الولاية بالذات.  
ثانيا: وجود طرف سياسي يكرس ثقافة الأنا في العمل السياسي يفقد الفاعلين السياسيين الثقة في بعضهم البعض..ويفقد المواطنين الثقة في طبقتهم  السياسية.
- ثالثا: الغدر السياسي هو أن تُصلي وراء عليْ وتنظر إلى موائد معاوية؛  هو البحث عن امتيازات شخصية مهما كلّف ذلك من ثمن وأين وُجدت تلك الإمتيازات. 
-رابعا: إن السعي إلى إقصاء إرادة الأكثرية من أولي السبق وقادة الصف الأول في الحزب ممن يُشهد لهم بالثبات في أوقات اليسر والعسر، وقوة التماسك مع القواعد الشعبية في عاصمة البلاد الاقتصادية، والهرولة نحو استجلاب الوافدين لتقديمهم في آخر اللحظات كمرشحين للحزب يتنافى وأبسط قواعد العمل الحزبي، كما أنها مجازفة بارادة الناخبين. 
- خامسا: وأخيرا نحن نحارب الإبتذال السياسي الذي يقوم على  الغدر والتنكر لمصالح العائلة الحزبية ثم الحلفاء  والذي يسُر الخصوم ويعكِر صَفوَ الشركاء، ومَن يتغنى على ليلى المصالح الآنية عليه أن يدرك أنّ إرادة الإصلاح لا تقر لهم بذاكا.  
وإنْ كنّا نشتغل على  الجانب المعياري الأخلاقي المتمثل في السلوك المستقيم الذي يجعل الاقوال تتطابق مع الافعال والذي نعتمده أساسا أوحد لبناء نهضة سياسية وتنموية متكاملة لحزبنا دورٌ فاعل فيها؛  فإننا لن نقبل مطلقا بالعبث بطاقاتنا السياسية ولن نساوم على قتل روح الأمل في التغيير البنّاء الذي تتطلع إليه قيادتنا العليا وكذلك قواعدنا الشعبية، كما أننا لن تتبع ملة قوم يظهرون غير مايُبطنون ويعملون على تقويض إرادة الأكثرية.

French English

إعلانات

إعلانات