اطلعتُ من خلال بعض الزملاء على حفل نظممه تلاميذ أحد المعاهد الجهوية ختامًا للسنة الدراسية لهذا العام، وكان حفلًا بهيجًا يُعبّر عن الفرحة بنهاية الموسم، والأمل في لقاء قادم بحول الله.
وقد تميز الحفل بلمسة وفاء، عبّر فيها التلاميذ عن امتنانهم لأساتذتهم، وتقديرهم لجهود الإدارة والطاقم التربوي، فكان لوحةً مشرقة تنبض بالحياة والانتماء.
لكنني – والحق يُقال – شعرتُ بشيء من الغيرة، وتساءلت في نفسي:
أين معهد بن ياسين من هذا؟
ذاك المعهد الذي ضيّعته إدارته ووزارةُ الوصاية عليه، فلم يجد هذا "المسكين" ولا روّاده لفتةً ترد إليه الروح، أو تكسوه من جديد بثوب الجدّ والتألق الذين فقدهما منذ سنوات.
إنه يعيش في حالة موتٍ سريري لا يمكن وصفها، بعد أن مرّ عليه زمن من السنين العجاف، أهلكت فيه "الحرث والنسل"، فلم تُبقِ ولم تذر!
هل سمعتم – أو حتى رأيتم في المنام – مؤسسةً تعليمية لا تقيم نشاطًا افتتاحيًا ولا ختاميًا؟
مؤسسة لا تُتابَع فيها المقررات، ولا يُعرف لها انتظامٌ في الدروس؟
وهل سمعتم بإدارةٍ لا تشارك في العمل الإداري ولا في التدريس، إلا نادرًا، على وجه لا يُقاس عليه؟
والأدهى من ذلك أن الوزارة المعنية قد تلقت شكاوى شفهية ومكتوبة، ولم تُحرّك ساكنًا، ولا ردّت ولو ببنت شفة ولا بنت فعل!
هذا الواقع المؤلم الذي يعيشه معهد بن ياسين يثير كثيرًا من الأسئلة:
لماذا لم يتحرك أيّ مسؤول في القطاع لتصحيح هذا المسار؟
هل أصبح هذا الإهمال جهرًا لا سرًّا؟
أم أن القطاع شريك في هذا التردي؟
أم أنه يفتقر إلى الجرأة أو الصلاحية لإصلاح ما أفسدته السنوات؟
أليس من حق هذا المعهد – كما غيره – أن تُمدّ إليه يدٌ تعيد له الحياة وتمنحه أملًا في غدٍ أفضل؟
اللهم إنّا نشكو إليك ضعف الحيلة وغيبة المسؤولية.
الأستاذ الحسن عبدو