
تعيش العاصمة الاقتصادية نواذيبو مابات يعرف بظاهرة "احتلال الأرصفة"،وهيمنة الحيوانات السائبة وتحدي النظافة دون أن يتم النظر في هذه التحديات من قبل رئيس المنطقة الحرة.
وشكل احتلال الأرصفة بشكل فوضوي ظاهرة باتت تؤرق المواطنين،وتفتح الباب على مصراعية أمام الأجانب في محاكاة المواطنين في ظل صمت من قبل الجهات المختصة.
ولم تعرف الدوافع الحقيقية في ترك الأمور بهذا الشكل في ظل نداءات واستغاثات المواطنين في تنظيف وتطهير المدينة من الاحتلال غير القانوني للفضاءات العمومية دون أي تحرك.
الطرق..تضرر بالغ
وقد تضررت الشبكة الطرقية بشكل لافت بفعل هذه المسلكيات حيث حولها المواطنون إلى مكبات للنفايات ، ورمي نفايات المنازل السائلة في مشهد يعكس غياب الوعي المدني بشكل لايتصور.
وتحولت الطرق الفرعية التي غطتها الأتربة بشكل لافت دون أن تعاينها الجهات المختصة بغية تنظيفها ونزع الأتربة عنها.
وتضررت مقاطع واسعة من الشبكة الطرقية بفعل رمي النفايات في ظل سؤال ملح عن الجهات المعنية (المنطقة الحرة ) في التحرك سريعا بغية نزع الأتربة وتنظيف الطرق.
الأرصفة..الأسواق الجديدة...
وتحولت الأرصفة إلى أسواق جديدة في مدينة نواذيبو حيث تم احتلالها بشكل لم يسبق له مثيل في ظل تزايد الظاهرة يوما بعد يوم.
واستغل التجار الفرصة لكي يحولوا الأرصفة إلى أسواق جديدة سواء التجار أو باعة الخضروات أو مصلحي العجلات والسيارات في مشهد يعكس شبه استقالة الجهات المعنية منذ سنوات.
ولم يكف تجار الخردوات ولا تجار المفروشات عن الظاهرة حيث تفاقمت يوم بعد يوم في ظل صمت الجميع رسميين وغيرهم عن مايجري في عاصمة موريتانيا الاقتصادية.
وتحول سوق "الرابعة" إلى مايسميه المواطنون بنقطة "الفوضى" حيث المحلات على الطريق بشكل بات يعيق السير رغم أن الجميع يكتفي بالرقابة دون مجرد طلب التنظيم بحكم استفادته من الفوضى الحاصلة.
وحول تجار المواد الغذائية أجزاء واسعة من الطريق إلى محلات للبيع وعرض المواد الغذائية دون وجود جهة تراقب وسط صعوبة في التحرك في أطرف السوق من قبل السيارات.
فيما وجدت بعض سيارات الأجرة الفرصة في تحويل جزء من الطريق إلى نقطة انطلاق صوب الأحياء مما فاقم من معاناة المارة ،وصعب مهمة التنقل إن لم تكن مستحيلة.
وفي ملتقى الاتحادية تحولت الأرصفة إلى ورشات يتم فيها إصلاح السيارات مما أفقدها قيمتها وتتسبب في تشويه صورة المدخل عند كل داخل من الأجانب إلى المنطقة الحرة.
نقاط الطرق..مكبات رئيسية...
وحول السكان نقاط ملتقيات الطرق إلى مكبات رئيسية لرمي الأوساخ في كل ساعة مما يلغي جهود شركات النظافة في التنظيف.
وتحولت نقطة الخامسة (مقر إدارة التنمية الحيوانية) إلى أكبر مكب بات يفد إليه السكان من كل حدب وصوب لرمي القمامة بأشكال وأنواع مختلفة على مرأى ومسمع من الجميع.
فيما تحولت نقطة الحنفية الثانية (المدرسة رقم 9) إلى مكب رئيسي يومي للمواطنين لرمي النفايات المنزلية بشكل لايتصور
مما فاقم معاناة شركات النظافة وجعلها تقف عاجزة عن التصدي لما يحدث.
وليس متنزه الأطفال (الحنفية الأولى) سوى مكب أخر باتت الروائح الكريهة تنبعث منه يوميا مؤذية المارة والسكان الذين هم سبب رئيسي فيما يحدث ، وغياب بدائل من قبل شركات النظافة.
الحيوانات السائبة...الظاهرة الغريبة
وفي الوقت الذي تم إعلان نواذيبو منطقة حرة تحولت بين عشية وضحاها إلى مرتع خصيب للحيوانات السائبة بشكل أعجز المنطقة الحرة في التصدي لها.
ومن المفارقة أن قطيع الحيوانات السائبة في بعض الأحايين يزور النقطة المحاذية لإدارة خلية النظافة ساحة "المهرجان" في تحد صارخ ومستفز دون أن يتم ترحيل الحيوانات السائبة أو مجرد القضاء عليها.
وكان الأغرب في الأمر أن مداخل نواذيبو تحولت إلى ملتقى لبيع الألبان حيث قطعان الإبل في مدخل المدينة.
فيما أكمل الحمير والبقر والغنم الصورة في أطراف المدينة في التجول بكل حرية أمام أرقى الأحياء في العاصمة الاقتصادية نواذيبو والمنطقة الحرة.
المصدر: موقع المؤشر